في اطار تقاسم المراجع المهمة من أجل الاستعداد
للوطني امتحانات البكالوريا
الفلسفة : الأخطاء
الشائعة في الكتابات الإنشائية للمتعلمات والمتعلمين مع مقترحات لتجاوزها
موضوعات للتمرس على الكتابة الإنشائية الفلسفية
لفائدة تلامذة السنة الثانية باكالوريا
على
مستوى الفهم المقدمة
يتكون الفهم من شقين: شق أول يتعلق بالتمهيد؛ وشق ثان يتعلق بإبراز الإشكال
الخاص وحسن صياغة الأسئلة التي تعبر عنه. فإذا كان الجانب النظري واضحا، فإننا نجد
العديد من المترشحين يسقطون في بعض المنزلقات أو الأخطاء منها:
- غياب الانسجام بين التمهيد
والأسئلة التي نطرحها في التقديم: حيث يغيب عنصرا مهما في المقدمة ألا وهو؛
شرط التدرج وشرط التبرير؛
- آفة التطويل والدخول في تفاصيل
لا داعي لها في المقدمة، إذ يدخل المترشح، أحيانا نفسه في سرد بعض المعلومات
في المقدمة، كنا نتمنى لو أدرجها في صلب الموضوع؛
- كتابة مقدمة تصلح للمجزوءة ككل
أو للمفهوم بوجه عام، بحيث تجد نفسك أمام مقدمة صالحة لكل زمان ومكان
- آفة طرح الأسئلة حبا في طرح
الأسئلة، تجد أسئلة لا علاقة لها بالموضوع أو أسئلة لا نقوی على مقاربتها في
الموضوع.
ماهي
الحلول المقترحة، إذا؟
- نظرا
لأهمية الفهم / المقدمة في الموضوع، فإننا ندعو المترشح إلى تأجيل تحرير المقدمة
بشكل كامل إلى حين التفرغ من مسودة صلب الموضوع، تجنبا للسقوط في شرك الأخطاء التي
سبقت الإشارة إليها.
ومن الاستراتيجيات الممكنة لتحرير مقدمة جيدة يمكننا :
- أن ننطلق من تمهيد يثير مفارقة
أو تقابلا أو توترا أو يضعنا أمام تناقض تجعل طرح ذلك الموضوع وذلك الإشكال
أمرا ضروريا ، أي ننطلق من مفارقة تجعلنا وجها لوجه مع الإشكال وتدفعنا إلى
التفكير فيه أو من خلاله. مثال ذلك: أن ننطلق من الملابسات التي يطرحها تحديد
مفهوم الشخص ومن خلاله يمكن أن نقف عند المفارقة التي يحملها هذا المفهوم ،
ثم نبرز من خلال ذلك الإشكال الذي يندرج فيه الموضوع (موضوع النص أو القولة
أو السؤال)؛
- الانطلاق من واقعة أدبية أو
علمية كثيفة الدلالة: مثلا واقعة "أنتغون" أو الاكتشافات العلمية
لغاليلي أو قصة "الحقيقة تخرج من بئر"...؛ • الانطلاق من بداهات
الحس المشترك ثم العمل على مساءلتها: مثلا، نقول أو ما يتبادر إلى الذهن ....
يعتقد الحس المشترك.....
- الانطلاق من الأبعاد المتقابلة
للواقع، مثلا، نقول، إذا كان الشخص يعرف بكونه كائنا عاقلا وواعيا يتمتع
بالحرية والإرادة، ويتحمل مسؤولية أفعاله قانونيا وأخلاقيا، فإنه بالمقابل،
يعيش في ظل وضع بشري تحكمه جملة من الاشراطات والاكراهات والضرورات.....
- نقطة غاية في الأهمية، أهم شيء
في المقدمة هو أن يقودنا التمهيد إلى المفارقة التي يضعنا أمامها الموضوع. لهذا
من الأفضل أن أجعل التمهيد يأخذنا من العام إلى الخاص. مثلا، في موضوع الدولة
يمكننا أن ننطلق من تعريف مجال السياسة أو نتكلم عن حقيقة الإنسان كحيوان
اجتماعي لأصل إلى الدولة؛ ومن تم أبرز الأشكال الخاص المطلوب معالجته ضمن هذا
المفهوم ؛ مثلا، إشكال "مشروعية الدولة وغايتها"، وما يتفرع عنه من تساؤلات.
- في المواضيع المتعلقة بمجزوءة "المعرفة ، خاصة "مفهوما النظرية والتجربة"، (و مسألة العلمية في العلوم الانسانية، (مسلكي الآداب والعلوم الإنسانية)، يستحسن أن ننطلق في التمهيد من السياق التاريخي أو التطور التاريخي للمعرفة العلمية: مثلا نتحدث عن إنسان عصر النهضة ومشروعه المتمثل في السيطرة على الطبيعة والدور الذي لعبه العقل والتجربة في هذا المشروع. ومن خلال ذلك، تبرز الإشكال الخاص المتعلق بطبيعة العلاقة بين العقل والتجربة، فتشير، مثلا، إلى الطابع الجدلي الذي يحكم هذه العلاقة، ومن خلاله تطرح التساؤلات المناسبة لموضوعك.
على مستوى التحليل
في مرحلة
التحليل، يظهر بوضوح أسلوب المترشح ومدى قدرته على الفهم والتفكير، لكن الذي يطغى
على كتابات المترشحين هو التكرار واللف والدوران في حلقة مفرغة. فبعض المترشحين
تجده يغلب عليه طابع الاستعجال والتسرع، والبعض الآخر تجده ينقر هنا تارة وهناك
تارة أخرى، في حين تجد آخرين تسيطر عليهم فكرة الاحتماء بتصورات الفلاسفة وكأنه
بذلك قد بلغ المجد.
من الأخطاء الشائعة في تحليل النص
- نسخ جمل النص جاهزة أو
تلخيص النص واعتبار ذلك بمثابة تحليل؛
- إهمال تحليل المفاهيم
حسب سياقها داخل النص وعدم إبراز العلاقات القائمة بينها؛
- أثناء تحليل حجاج النص
تطغى العشوائية والارتجال، حيث تذكر أمور لا علاقة لها بالتحليل مثل الأساليب
( التأكيد، النفي...)، أو ذكر الحجة دون ربطها بالدعوى ا الأطروحة المؤكدة في
النص، هذا إلى جانب تسمية الحجج معلقة، أي بدون الإشارة إلى الإحالات الدالة
عليها في النص...؛
من الأخطاء الشائعة في تحليل عناصر السؤال الإشكالي والقولة المرفقة بسؤال أو
مطلب:
- . عدم القدرة على تحليل مضمون الأطروحة المفترضة
(إجابة من الإجابات المحتملة) في السؤال أو تلك التي تحيل عليها القولة بشكل
مباشر أو غير مباشر
- الاكتفاء بسرد المواقف
دون التحقق من مناسبتها للسياق الذي جاء فيه السؤال أو القولة؛
ما هي الحلول المقترحة لتجويد التحليل
. لا بد من توفر خيط
ناظم لأفكارنا، فنحن لا نكتب حبا في الكتابة فقط، وليس بغرض ملء الورقة، بل لا بد
أن نكشف عن أسلوبنا في التفكير، كما أشرنا سابقا. لهذا، يجب أن نتجنب التيه داخل
الورقة، وذلك من خلال تبسيط فهمنا وتوضيح مضمون ما نحن بصدد تحليله من أجل تقريبه للقارئ.
فنحن، عندما نكتب نصبح مرشدين للمصحح، لذا، وجب أن نعي جيدا إلى أين سيأخذنا
التحليل، حتى لا نتيه "بالقارئ- المصحح"؛
• تنظيم أفكاري من خلال
فقرات متسلسلة يشد بعضها البعض الآخر: هنا يجب أن أحسن اختيار الروابط المناسبة
التي تساعدني على القفز من فكرة إلى أخرى ومن مرحلة إلى مرحلة ( حسن التخلص). في
هذه النقطة، يبرز دور المسودة التي تساعد على تنظيم العمل.
3- على مستوى المناقشة
يعتقد بعض
المترشحين أن بلوغ مرحلة المناقشة معناه فتح الباب على مصراعيه أمام المواقف
الفلسفية والاكتفاء بدور المتفرج على التباري الذي سيحدث بين الفلاسفة، وكأننا في
حلبة. هذا أكبر وهم نعيشه. إن الموضوع الذي قمت بتحليله ومارست عليه تفكيرك لم
يكتمل بعد، فهناك حلقة مفقودة ستكمل مجهودك، هذه الحلقة هي التي ستبرزها مرحلة
المناقشة
لو كانت
المناقشة فرصة للاستظهار فقط لتوجب أن نجد في الامتحان، مثلا، استظهر ما تعرفه عن
أساس هوية الشخص؟ وهذا أمر غير وارد.
ما هي الحلول المقترحة لمعالجة هذه المشكلة
- اعتبار المناقشة
امتدادا للتحليل؛
- خلق نوع من الحوار بين
المواقف الفلسفية وعدم الاكتفاء باستظهارها؛
- اعتبار الأفكار
الفلسفية أدوات للتفكير والنقد والمحاججة؛
- اعتبار أفكار الفلاسفة
مجرد وجهات نظر تساعدني على إغناء موضوعي
- اعتماد أقوال الفلاسفة
للاستشهاد بها في سياق تفكيري في الموضوع المطروح؛
- استعمال الأمثلة
المناسبة لتوضيح الأفكار الفلسفية...
4- على مستوى التركيب
يعتبر
التركيب في الإنشاء بمثابة الكلمة الأخيرة لكاتبه. فهو اخرما سيقرأه المصحح -
القارئ، ومن تم ، فهي آخر ما يظل راسخا بذهنه عندما ينتهي من القراءة. لكن رغم علم
المترشحين بأهمية التركيب ومكانته، فأننا نلمس نوعا من العياء يصيب الأغلبية من
المترشحين، كما نلمس نوع من اللامبالاة والعشوائية في صياغة التركيب. لهذا، نقول
إن التركيب الجيد يمكن اعتباره هو الآخر حلقة أساسية في الإنشاء ككل، حيث يجب أن
تستشعر المصحح بنوع من الضرورة بين التركيب وما سبقه من أجزاء الإنشاء. عندها فقط
سيبدو الإنشاء عبارة عن بناء متناسق من المقدمة إلى التركيب، وليس مجرد أجزاء
مفككة أو معلومات متراكمة.
فماهي الحلول المقترحة لبناء تركيب جيد؟
- تجنب التناقض بين
العرض والتركيب؛ كأن تبني تركيب لا علاقة له بالموضوع؛
- تجنب الاطالة والكلام
الفضفاض وتسلح بالتركيز؛
- اجعل التركيب يتمحور
حول إشكالية الموضوع الذي اشتغلت عليه (النص أو السؤال أو القولة)؛
- حاول أن تكون حاسما في
كلمتك الأخيرة حول الإشكال المطروح (يتعلق الأمر بموقفك أو رأيك الشخصي في
الموضوع)...
تعليقات
إرسال تعليق